رواية الحب للأغبياء - الفصل 3 - فاطمة عبد ربه

3- ثرثار منتشي

مين أكتر كاتب ملتزم بتنزيل البارتات ناو؟ 😂
رواية الحب للأغبياء - الفصل 3 - فاطمة عبد ربه

بدأت بالتكلم بتلك اللكنة العربية المختلطة بالإنجليزية وكأن لسانها يجاهد لإخراج الحروف العربية بطريقة صحيحة "I'm sorry إني وقفتك كدا، بس هو ممكن تساعدني؟"

"أكيد،" شبك يديه أمام صدره باهتمام فأكملت بنبرة مستعطفة على وشك البكاء "أنا متخانقة مع جوز مامي ومامي وسايبالهم البيت وكان معايا فلوس بس وقعوا من جيبي، ممكن تساعدني بس أسافر لبابي في إسكندرية؟"

ضيق عينيه ورمقها من أعلى لأسفل، بنطال بوي فريند جينسي ثلجي يعلوه بلوزة بيضاء ذات حزام أسود من المنتصف، وحجاب أبيض مزين بالورود البنفسجية، وجهها الأبيض الصافي ويدها الرفيعة التي ترتدي فيها خاتم فضي بشكلٍ جميل مع الساعة الذكية التي تزين معصمها .. كانت بكل تأكيد تبدو من أبناء الطبقة العُليا، خصوصًا بلهجتها الرقيقة واللكنة الأجنبية التي تطغى على حديثها .. لن ينكر بأنها جميلة ولطيفة كثيرًا، وكل هذا لم يجعل عنده مجالًا للشك بأن تلك الفتاة بحاجة للمساعدة فعلًا، وكأي رجل شهم لن يترك فتاة جميلة ورقيقة كهذه في موقفٍ كهذا.

"أكيد طبعًا، أنتِ اسمك إيه؟"

"زهراء،" ابتسمت له ابتسامة رقيقة فابتسم بالمقابل وحمحم وهو يعدل من ربطة عنقه ثم أشار لسيارته "بصي، أنا عربيتي واقفة هناك أهي، تعالي أوصلك الأول لمحطة القطر."

توترت عينيها وبدت غير موافقة على ما يقول، أو أن هذا ليس ما تريده، فشعر هو بأنها خائفة ومزح معها "ما تقلقيش مش هخطفك، بصي يا ستي أنا اسمي آسر مهدي وبيزنيس مان، أنا صاحب الشركة دي .. أكيد مش هخطفك يا زهراء، ولا أنتِ مش عايزة تروحي لبابي؟"

ابتسمت ابتسامة مزيفة وأومأت ثم تحركت معه وهي تفرك يديها سويًا وتنظر حولها بتوتر وخوف حتى وصلا إلى سيارته وفوجئت به يفتح لها الباب كرجل نبيل فجلست وهي ما زالت تنظر حولها برهبة حتى وجدته يجلس بجانبها من الجهة الأخرى وأدار محرك سيارته بابتسامة جانبية ترتسم على وجهه

"ما قولتليش يا زهراء، اتخانقتِ مع مامي وجوزها ليه؟" سأل وهو يحاول تركيز عينيه بكل قوة على الطريق أمامه -لأن مفعول سيجارة الحشيش ما زال يلف عقله- فحركت عينيها في جميع الإتجاهات وكأنها تفكر في إجابة ثم ردت "عايزين يجوزوني ابن جوز مامي بالعافية."

سقطت ابتسامته ورمقها بنظرة حزينة سريعًا "طب وأنتِ مش موافقة ليه؟"

قطبت جبينها بضيق وكأنها تلعن اليوم الذي ركبت فيه السيارة مع هذا الثرثار، كانت قد أخذت وقتًا طويلًا لتجيبه فتساءل من جديد "مرتبطة بحد تاني؟"

كانت أول إجابة تريد إجابته بها هي "وأنت مال أمك." لكنها آسرت تمثيل الخجل والنفي برأسها برقة

خطف نظرة سريعة لها ثم عاد برأسه للطريق مجددًا وهو يجيب ضاحكًا ضحكة غير متزنة "تعرفي لو ابن جوز مامي ده كان جالي .. كان زمانكم متجوزين دلوقتي."

"إيه؟"

ضحك مجددًا ونفى برأسه "مافيش."

لكنها صممت "لا، عايزة أفهم."

"مش لازم تفهمي، ده سر،" همس لها بطريقة مريبة وهو يضع سبابته على فمه كالأطفال

"لا لازم، بعدين أنا وأنت كدا كدا مش هنشوف بعض تاني، فإيه المانع إنك تقولهولي؟" حاولت إقناعه بعدما تغلب فضولها عليها واستدارت له بأعين متحمسة فحرك رأسه نحوها وضحك لوضعيتها تلك

"تعرفي لو قولتلك هتبقي أنتِ البنت الوحيدة اللي عارفة الموضوع ده؟" قال بطريقة لعوبة

"مش نفسك تشاركه مع حد مش هيشوفك تاني أبدًا؟"

لم تكن لتقنعه حقًا لو لم يكن قد شرب سيجارة الحشيش التي أعطاها له حسام، هو لم يكن ليخبر أية فتاة عن سره هذا حتى ولو تم جلده علنًا، لكن هو لم يكن يستطيع التفكير بصورة صحيحة، إنه منتشي وفي مزاجٍ جيدٍ للغاية ويشعر بأن كل شيء مباح .. حتى إخبار فتاة عن طبيعة عمله.

قضم شفته محاولًا منع نفسه من الحديث لكنه فشل في النهاية وأجاب مقهقهًا بشكلٍ مبالغ فيه وهو يجيب "فيه خطة .. بتخلي أي رجل يقدر يخلي أي بنت تقع في حبه، الخطة دي مكونة من ٧ خطوات .. وأنا فاتح بيزنيس بيعلم الرجالة إزاي ينفذوا الخطة دي، وبنساعده في تنفيذها لحد ما البنت اللي هو بيحبها تحبه، البنات غبية قوي، لا مؤاخذة يا زهراء."

توسعت عينيها ورمشت قليلًا "هي عبارة عن إيه الخطة دي طيب؟"

علت قهقهاته ونفى برأسه لينظر لها بنظرة ماكرة "لحد هنا ومش هقدر أقولك أي حاجة."

وفجأة أوقف سيارته لتجد أنهما أصبحا أمام محطة القطار بالفعل، توترت ونظرت حولها بضيق ثم عادت برأسها له لتحمحم "شكرًا يا أستاذ آسر بس أنا مش معايا فلوس و.." قاطعها بمد يده لها بخمسمئة جنيه

"أكيد ما كنتش هسيبك من غير فلوس، بس ممكن رقم تليفونك عشان أتطمن إنك وصلتِ لبابي بالسلامة؟"

ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت سريعًا ببداهة معتادة منها "أنا كنت لسه هطلب رقم موبايلك عشان أرجعلك فلوسك بالفعل، ممكن تديني رقم موبايلك؟"

"فلوس إيه اللي ترجعيها يا زهراء .. it's nothing .. دول مش حاجة، بس خدي رقم موبايلي يا ستي عشان لما توصلي تطمنيني عليكِ." قال ثم أملى عليها رقم هاتفه، شكرته وكانت ستتحرك لكنه أوقفها

"بالمناسبة، أنتِ شغالة إيه ولا درستِ إيه؟"

"درست mechanical engineering في ال AUC،" قالت فتوسعت عينيه بإعجاب

"ال AUC! يعني كنا في نفس الجامعة! حلو جدًا ..."

"طب هستأذنك أنا يا آسر، see you .." قالت وخرجت من سيارته بسرعة لتهرول نحو المحطة وهي تدعو بداخلها أن يبتعد هذا الثرثار عنها لأنه قد أوجع رأسها حقًا.

في حين كان هو ما زال واقفًا بسيارته يعلق عينيه على الطريق الذي دخلت منه بابتسامة بلهاء تتماشى مع القلوب الخيالية التي تتراقص أمام عينيه، يكاد يكون متأكدًا بأنه قد حاز على إعجابها وبالتأكيد ستهرع لتتصل به فور وصولها.

في حين دخلت هي إلى المحطة وانتظرت ربع ساعة ثم خرجت تنظر يمينًا ويسارًا لتتأكد بأن ذلك الثرثار قد رحل أخيرًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آسر لما يفوق:
Admin
Admin