الفصل 2 - رواية الحب للأغبيا - فاطمة عبد ربه

2- ما تدلعيني يا لمونة

الفصل 2 - رواية الحب للأغبيا - فاطمة عبد ربه


دخل إلى مكتبه ليجد حسام صديقه يجلس بأريحية على الأريكة وكأنه يجلس في صالة خالته، شبك آسر يديه أمام صدره وطالعه بسخرية والآخر لم ينتبه وأكمل السيجارة الملفوفة التي يدخنها، تمشي آسر حتى أصبح أمامه وتهكم "أنت بتشرب في مكتبي يالا؟"


ضحك حسام ونهض له بابتسامة واسعة "صنف جديد إنما إيه، عالي قوي."


ضيق الآخر عينيه ونظر للسيجارة ثم له "حشيش ده؟"


أومأ ثم مد يده له بالسيجارة "إستاف جديد، لسه جايبه من حمدي، اسمه ما تدلعيني يا لمونة، خدلك نفس."


بدا مترددًا وهو يرفض "لا، مش عايز .."


لكن تحت تصميم الآخر "أنت مش خلصت شغلك وماشي كدا كدا؟ خدلك نفس يروق عليك بدل الكئابة اللي أنت فيها دي." كان قد أقتنع، خاصةً وهو يشعر بالصداع يفتك برأسه والأفكار تزاحم تفكيره بصورة تجعله يفقد عقله فعليًا .. إذًا ما المانع من سيجارة ترفيهية؟ سيجارة واحدة فقط؟


مد يده وأنتشلها من إصبعي حسام ثم وضعها في جانب فمه وأخذ نفسًا عميقًا باستمتاع وهو يرمي بجسده على الأريكة، ونفسًا جر نفسًا حتى بدأ يضحك ويتكلم بصوتٍ عالٍ موجهًا حديثه لحسام الذي لف سيجارة أخرى وجلس يشربها بجانبه "قولتلي اسمها ما ايه؟"


"ما تدلعيني يا لمونة،" أجابه الآخر وهو يضحك بالمقابل ليكمل "بس عارف أنا عايز مين اللي يدلعني دلوقتي؟"


"البت آية طبعًا، ياض ما قولتلك شيل البت دي من دماغك، دي بت شمال،" ضحك آسر ليفاجئ بصديقه يتجهم وجهه ويحذره "قولتلك ماتقولش عليها كدا، آية مش كدا، مش معنى إنها خانت خطيبها القديم معايا تبقى شمال."


"أومال تبقى ايه؟"


"تبقى حبيتني أنا أكتر."


نظر  له آسر بشفقة لكنه تكلم دون ذرة تعاطف "هتخونك، زي ما خانته هتخونك، دي القاعدة رقم خمسة."


نظر له حسام بغضب ثم دفعه وسخر "مش كل الناس هتنطبق عليها قواعدك الغبية، ومش كلنا معاتيه عشان نبقى ماشيين في حياتنا على قواعد غبية."


ضحك آسر ونفخ الدخان من فمه ليكرر بصوتٍ منخفض وكأنه يحدث نفسه "هتخونك، وساعتها هتجيلي عشان نطبق القاعدة رقم ستة."


"اللي هي؟"


"انتقم من أي حد أذاك وعلم عليه عشان مايفكرش يقرب منك تاني ولا يفكر يعمل كدا مع حد غيرك تاني."


قلب حسام عينيه ونهض بضيق وكأن آسر عكر له مزاجه وأضاع تأثير السيجارة من رأسه "ده أنت عيل بومة، بص، أنا سايبلك أم الشركة وماشي."


راقبه آسر يخرج من المكتب ويرفع الباب خلفه، ثم أشاح بوجهه بعيدًا بضيق؛ فهو موقنٌ تمامًا بأن تلك المدعوة بآية ستفطر قلب صديقه بل أنه يتحين تلك اللحظة كي يثبت صدق نظريته، لكن صديقه الغبي لا يقتنع.


رفع يده وهم ليأخذ نفسًا آخر فأدرك أن السيجارة قد انتهت وحينها نظر حول مكتبه الفارغ بشيءٍ من الاستغراب وكأنه يراه لأول مرة، إنه يشعر بأنه في عالمٍ آخر تمامًا حيث كل شيء ملون باللون الوردي ومزين بالورود الصفراء ومرقط بالنجوم البنفسجية .. لا بد أن تأثير سيجارة الحشيش هذه فائق، ود لو يشرب سيجارة أخرى لكنه أدرك أن حسام قد أخذ كل شيء ورحل،


لكن كانت تكفيه تلك السيجارة كي يضحك عاليًا مع نفسه وينهض بمرح عن أريكته ليعدل من هندام بذلته ثم يخرج عن مكتبه ليقابل درويش (عامل البوفيه) ويحتضنه بطريقة مفاجأة صائحًا "درويش، خدلك يومين أجازة."


تحرك مكملًا طريقه إلى الخارج ليترك درويش ينظر إلى ظهره بحاجبين معقودين وهو يتساءل، هل هذه مزحة أم مقلب؟


بالطبع مقلب؛ فهو لن ينسى تلك المرة التي خصم له آسر فيها أسبوعًا كاملًا من راتبه فقط لأنه غاب ليومٍ دون أن يستأذن وحيث أنه قد تذكر هذا الموقف مجددًا فقد رفع يده ليدعي على آسر للمرة المليون "روح ربنا يرزقك باللي يعكر مزاجك، قادر يا كريم."


خرج من المقر ليجد فتاة تقترب منه، ملامح وجهها حزينة وعينيها تنظران في كل مكان بتيه، توقف ينظر لها حتى أتت وحادثته "Hi."


قطب جبينه وأجاب بالمقابل وهو يحاول الحفاظ على ثباته وعدم الضحك "Hi ..."


بدأت بالتكلم بتلك اللكنة العربية المختلطة بالإنجليزية وكأن لسانها يجاهد لإخراج الحروف العربية بطريقة صحيحة "I'm sorry إني وقفتك كدا، بس هو ممكن تساعدني؟".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدلعاكم ببارتين ❤️😂

الفصل 3

Admin
Admin